الإيزيديون في حلب يحتفلون بعيد "خدر إلياس"
احتفل الإيزيديون في إقليم شمال وشرق سوريا بعيد "خدر إلياس (بي خوين)".
احتفل الإيزيديون في إقليم شمال وشرق سوريا بعيد "خدر إلياس (بي خوين)".
نظّم البيت الإيزيدي اليوم في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب احتفالية بمناسبة عيد "خدر إلياس" (بي خوين)، وذلك في صالة طلة حلب.
وبدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقيت عدة كلمات من قبل كل من الرئيس المشترك للبيت الإيزيدي في حلب منان جعفر، والإداري في مؤسسة الشؤون الدينية بحلب الشيخ علي الحسن، وباسم المكون المسيحي ألقاها مستشار مفتي سوريا السابق المهندس باسل قس نصر الله، ونائبة الرئاسة المشتركة للمجلس العام لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية آرين حنان.
منان جعفر هنّأ جميع الشعوب والمكونات بحلول هذا العيد، وقال: "هذا العيد يؤكد أن المجتمع الإيزيدي، يرتبط بشكل وثيق مع الطبيعة ويعتمد على التقلبات الفصلية ومواعيد الزراعة والحصاد لتحديد مواعيد الأعياد".
ودعا إلى اعتماد الحوار لتجاوز الخلافات لضمان مستقبل سوريا ونشر السلام المستدام.
أما الشيخ علي الحسن فنوه خلال كلمته إلى وجوب نشر المحبة والإخاء بين جميع المكونات والأديان، متمنياً عودة أهالي عفرين وسري كانيه وتل أبيض/كري سبي إلى قراهم وأراضيهم التي مازالت محتلة من قبل تركيا ومرتزقتها إلى يومنا هذا.
بدوره رأى المهندس باسل قس نصر الله أن هذا العيد يعتبر جزءاً من التراث الروحي والإنساني ويعكس القيم التي تتشاركها المكونات الموجودة على هذه الأرض.
وأكد أن عيد "خدر إلياس" يُرمز إليه في الديانة المسيحية باسم "مار جرجس" ويرمز إلى الإيمان والصبر والعطاء وهي قيم يحتاجها العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى.
في حين قالت آرين حنان: "تشارك كافة المكونات في الفرح والحزن المبني على أساس احترام معتقدات الآخر هو جزء من مشروع الأمة الديمقراطية الذي يعتبر نواة الإدارة الذاتية".
لتقدم بعدها فرقة "paşerojê" للأطفال وفرقة "Stêrkên Lalişê Ciwanên" التابعة للبيت الإيزيدي عرضاً لقراءة التراتيل الدينية الخاصة بعيد "خدر إلياس".
واختتمت الاحتفالية بقراءة الشيخ حسن محمد دعوات خاصة بعيد "خدر إلياس"، من أجل إنهاء الصيام الذي بدأ منذ 3 أيام، وتقديم المياه والتمر إلى جانب حلوى "بي خوين".
عيد "خدر إلياس" أو "بي خوين"، بدأت طقوسه منذ 4 آلاف عام قبل الميلاد، وتدل على موسم خصوبة الأرض والزراعة.
وعادة ما تقام المناسبة في يومي الخميس والجمعة الأولين من شهر شباط بالتوقيت الشرقي (الكرمانجي).
بحسب المعتقد الإيزيدي فإنه يحرّم في هذا العيد ذبح الأضاحي وإراقة الدماء والصيد، ومن هنا أتت تسمية "بي خوين" أي بلا دماء باللغة الكردية، وتتضمن أيام ما قبل العيد صوماً بغير فرض للإيزيديين.
كما ويُعدّ "بي خوين" الطعام الخاص بهذا العيد فيتكون بحسب أبناء المجتمع الإيزيدي في حلب من طحن 7 أنواع أو أكثر من البذور المحمصة التي يمكن التنويع فيها، وفي البيت الإيزيدي كانت عبارة عن " البرغل، الفول، الشعير، الحمّص، الكمون، الكزبرة، الذرة، الفستق، دوار الشمس، والعدس" وتطحن باستخدام "الرحى" الحجرية اليدوية.
بينما يشار إلى اسم "خدر الياس" بصفته شخصية سماوية خالدة وفق المعتقد الإيزيدي، حيث عرف قديماً كملاك للزراعة والمطر، لذا فإن للعيد علاقة بالزراعة والإنبات، حيث إنه بحلوله يوشك موسم زراعة الحبوب والبذار على الانتهاء، وتبدأ دورة خصوبة الأرض ومد البذار التي وضعت في التربة جذورها.